غرف الدردشة والأنترنت غيرت الأبناء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ظاهرة عزلة الأطفال التي انتشرت في الآونة الأخيرة تنذر بحدوث خلل اجتماعي تظهر آثاره من خلال الكبت الذي يعانون منه وانطوائهم على أنفسهم، مغلقين أبواب حجراتهم لساعات طويلة وكأنهم انقطعوا عن كل من حولهم ليعيشوا في عالمهم الخاص.

كثير من الآباء والأمهات لا يشغلون بالهم بما يفعله أبناؤهم داخل حجراتهم معتقدين أن انشغالهم بالكمبيوتر قد يخرج بهم عن دائرة المشكلات اليومية، ولكنهم في الحقيقة يقعون فريسة التكنولوجيا ولكن في ظل فرحة الآباء بتقبل الأبناء وتعاملهم مع التكنولوجيا اعتقاداً منهم أنهم يكتسبون خبرات تقنية حديثة، متجاهلين أنهم يلقون بأبنائهم في خضم العزلة والاكتئاب واكتساب سلوكيات وثقافات بعيدة عن عادات وتقاليد مجتمعنا الشرقي.

الإدمان هو البداية
تقول الدكتورة أمينة الهيل موجهة الإرشاد النفسي والمعالجة النفسية في وزارة التربية والتعليم: يعيش العالم الحالي في انفجار معرفي وتقدم تكنولوجي سريع، وإن أي تطور في مجال الاختراعات التقنية له شقان أحدهما إيجابي والآخر سلبي، والشخص العاقل هو الذي يُسخر التكنولوجيا في خدمة نفسه ولخير العموم، مشيرة إلى أن بعض الأطفال مع الأسف يستخدمون الانترنت بشكل يسيء لصحتهم ومستقبلهم، فبعضهم يقضون ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر، التي تصدر موجات وإشعاعات ضارة بالعين والأعصاب، ومن المفروض أن تتحرك العين بشكل واسع، خاصة أن بعض الدراسات العلمية أثبتت أن الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة في الألعاب الالكترونية هم أكثر عرضة لإصابات الصرع والحَوَل والتشنجات.

وهناك العديد من الآثار النفسية والاجتماعية التي تحدث عند دخول الطفل لبعض المواقع حيث تتشكل لديه اتجاهات سلبية ناتجة عن عملية الغزو الفكري، بالإضافة إلى أن إدمان الطفل على الإنترنت يؤدي إلى عزلته واغترابه عن أسرته، لذلك فمن المفترض تحقيق مبدأ الرقابة الأسرية وذلك بوضع جهاز الكمبيوتر في غرفة المعيشة، بحيث لا ينفرد الطفل بالجهاز في غرفته، كما أن تفعيل الحوار الهادف بين أفراد الأسرة وتوجيه النصيحة للأطفال باستخدام المواقع الالكترونية المفيدة التي تتوافق مع ميولهم واتجاهاتهم يمثل أهمية بالغة في تهذيبهم، كما نوهت بالدور الفعّال الذي تؤديه الأم في عملية توجيه الأبناء، وتوعيتهم بعدم الجلوس لفترات طويلة على الجهاز، وأن تغرس فيهم روح التضحية وتحمُّل المسؤولية بتنظيم برنامج يكون بإشراف إخوتهم الكبار، هذا بالإضافة إلى الدور المهم الذي تلعبه المؤسسات التعليمية والتربوية، فالمدرسة لا يجب أن تكتفي بتعليم الطلبة كيفية البحث باستخدام شبكة الانترنت، لكن لابد من إرشادهم وتوعيتهم بمخاطره.
الغزو الأخلاقي والفكري
وتؤكد أم خليفة الجابري- مشرفة اجتماعية- خطورة المنتديات وغرف الدردشة والمواقع الالكترونية بما تحتويه من عبارات وإعلانات وصور مُخلة بالآداب العامة، والتي تظهر بشكل تلقائي عند دخول الموقع، وتشير إلى أن تأثير الصورة على سلوكيات الأطفال وثبوتها في ذاكرتهم أقوى بكثير من تأثير الكلمة، وهذا يدفعهم إلى التقليد أو المحاكاة لما يُرى أو يُسمع، دون إدراك منهم في بعض الأحيان، بالإضافة إلى ذلك فإن قضاءهم ساعات طويلة أمام الإنترنت يؤدي إلى انخفاض في تحصيلهم العلمي وعدم الاستغلال الأمثل للوقت.

ويتحدث موسى حمدان- خبير برمجيات- عن أهم المخاطر الناجمة عن استخدام الطفل للإنترنت.. الألعاب الإلكترونية فهي تحتوي على مشاهد للعنف والقتل والتدمير وهذا يؤثر سلبياً في سلوك الطفل ويدفعه إلى العدوانية في تعامله مع أقرانه، ولكن هذا لا يمنع من وجود بعض الألعاب التي تنمي مهارات التفكير والإبداع مثل لعبة (Puzzle).

وأمّا عن طرق حماية الطفل من الإنترنت فهو ينصح باستخدام برنامج «مكافي» لخدمات الحماية الشخصية، الذي يتيح للأهل التحكم بالمواقع الالكترونية والشات وذلك من خلال وجود قائمة يضيف إليها احد الأبوين المواقع والكلمات غير المرغوب فيها، ويفحص البرنامج المواقع التي يدخلها الطفل والكلمات المكتوبة بغرف الحوار، ويُقارنها بالقائمة الموجودة، ويرفض الجهاز كل ما هو موجود في القائمة، وإذا حاول الطفل التحايل على البرنامج بأي طريقة يتوقف الجهاز عن العمل، كما ينصح الأهل أيضاً بمراجعة تاريخ المواقع الالكترونية «History» ، للاطلاع على جميع المواقع التي تمت زيارتها مؤخراً، بالإضافة إلى رفع مستوى السّرية للبريد الالكتروني الخاص بالطفل، من خلال خدمة تحويل الرسائل إلى ملف" jung mail"

[img]

غرف الدردشة والأنترنت غيرت الأبناء 6d943efd415

[/img]

جزاكى الله خيرا وبارك الله فيكى