في يوم 21/8/1969 قطعت سلطات الاحتلال الإسرائيلية المياه عن منطقة الحرم ، ومنعت المواطنين العرب من الاقتراب من ساحات الحرم القدسي ، في الوقت الذي حاول فيه أحد المتطرفين اليهود إحراق المسجد الأقصى
واندلعت النيران بالفعل وكادت تأتي على قبة المسجد لولا استماتة المسلمين والمسيحيين في عمليات الإطفاء التي تمت رغماً عن السلطات الإسرائيلية ، وأتى الحريق على منبر صلاح الديـن واشتعلت النيران في سطح المسجد الجنوبي وسقف ثلاثة أروقة ، وادعت إسرائيل أن الحريق بفعل تماس كهربائي ، ولكن أثبت المهندسـون العرب أنه تم بفعـل فاعل ، فذكرت أن شاباً أستراليـاً هو ( دينيس مايكل ) هو المسؤول عن الحريق وأنها ستقدمه للمحاكمة ، ولم يمض وقت طويل حتى ادعت بأن هذا الشاب معتوه ثم أطلقت سراحه
واستنكرت معظم دول العالم هذا الحريق ، واجتمع مجلس الأمن وأصدر قراره رقم 271 لسنة 1969 بأغلبية أحد عشر صوتاً وامتناع أربع دول عن التصويت من بينها الولايات المتحدة الأميركية ، والذي أدان إسرائيل ودعاها إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس ، وجاء في القرار أن
مجلس الأمن يعبر عن حزنه للضرر البالغ الذي ألحقه الحريق بالمسجد الأقصى يوم 21/8/1969 تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي ، ويدرك الخسارة التي لحقت بالثقافة الإنسانية نتيجة لهذا الضرر
وذكّر بيان مجلس الأمن الدولي بقرارت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة ببطلان إجراءات إسرائيل التي تؤثر في وضع مدينة القدس ، وبتأكيد مبدأ عدم قبول الاستيلاء على الأراضي بالغزو العسكري، ونص على أن
أي تدمير أو تدنيس للأماكن المقدسة أو المباني أو المواقع الدينية في القدس ، أو أي تشجيع أو تواطؤ للقيام بعمل كهذا يمكن أن يهدد بشدة الأمن والسلام الدوليين
وأضاف المجلس ( أن تدنيس المسجد الأقصى يؤكد الحاجة الملحة إلى منع إسرائيل من خرق القرارت التي كان المجلس والجمعية العامة قد أصدراها بخصوص القدس ، وإلى إبطال جميع الأعمال والإجراءات التي اتخذها لتغيير وضع المدينة المقدسة. ودعا إسرائيل إلى عدم إعاقة المجلس الإسلامي الأعلى في القدس عن أداء مهامه ، بما في ذلك طلب المجلس مساعدات من الدول ذات الأغلبية المسلمة للقيام بعمليات ترميم وإصلاح الأماكن الإسلامية في القدس )000
ردود فعل إسلامية عم الغضب الدول العربية والإسلامية، واجتمع قادة هذه الدول في الرباط يوم 25/9/1969 وقرروا إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي ضمت في حينها 30 دولة عربية وإسلامية، وأنشأت صندوق القدس عام 1976، ثم في العام التالي أنشأت لجنة القدس برئاسة العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني للمحافظة على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية ضد عمليات التهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلية